أصبحت جهود مكافحة التغير المناخي حاجة ملحة في عصرنا الراهن، كما أن العمل على تعزيز الاعتماد على الحلول المستدامة من أجل الأجيال القادمة أصبح هدفا أسمى لتقديم حلول تساهم في صياغة مستقبل الطاقة الآمنة كأحد أهم أهداف التنمية المستدامة لرؤية 2030.
فالطاقة الجديدة والمتجددة هي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية.
واستخدام الطاقة الشمسية يتم عن طريق ألواح مخصصة لامتصاص أشعة الشمس وتحويلها لطاقة كهربائية وتخزين الفائض منها، أو بث الفائض منها على الشبكة العمومية للكهرباء.
ومصر غنية جدا بمصادر الطاقة المتجددة، ولكن لم يتم استخدامها بشكل موسع في المشروعات القومية قبل عام 2014، وهي ذروة أزمة الطاقة في مصر، فكانت مشروعات الطاقة الشمسية والمتجددة في مصر قبل 2014 معظمها تجريبي تقام بمنح وتيسيرات.
وإجمالي الطاقة الشمسية قبل 2014 لم يتعدى 1.5% من إجمالي إنتاج الطاقة في هذا الوقت وهو حوالي اقل من 30000 ميجا وات، لكن منذ تولي الرئيس السيسي، اتخذ الطاقة تحديا وأمنا قوميا.
ونستعرض فيما يلي أهم مشروعات الطاقة الشمسية في مصر:
قرية البسايسة بالشرقية
بدأ استخدام الطاقة الشمسية في مصر منذ السبعينات، ولعل النموذج الأمثل لاستخدامها قرية البسايسة بمحافظة الشرقية، التي تعتبر تجربة فريدة من نوعها والتي انشيء فيها أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية في مصر.
ويعود الفضل في إدخال الطاقة الشمسية للقرية للدكتور صلاح عرفة الأستاذ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو أحد أبناء قرية البسايسة.
ويقول عرفة: «اسمى صلاح عرفة من أبناء الشرقية موجود في الزقازيق ودلوقتي أستاذ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة جايلكم وعندي شوية أفكار، ممكن تتعمل مشروعات ولو اتعملت في القرية فلكم وبكم ولو فشلت فقد أديت واجبي، المكان ده مش مكان نقاش وحوار ياريت لو نروح المضيفة».
بهذه الكلمات خاطب صلاح عرفة أهل قريته ليبدأ عصر الطاقة الشمسية بمصر بدايتا من قرية البسايسة.
ميت أبو الكوم بالمنوفية
والجدير بالذكر أن الراحل أنور السادات عندما أخذ جائزة نوبل أنفق أموالها على قريته ميت أبو الكوم لإدخال الطاقة الشمسية بها لتكون من أوائل القرى التي تعتمد الطاقة الشمسية مصدرا للحصول على الكهرباء.
مشروع بنبان للطاقة الشمسية
وفيما يلي نستعرض بعض المعلومات حول مجمع بنبان للطاقة الشمسية والتي جاءت كالتالي:
مشروع بنبان للطاقة الشمسية من أهم وأكبر المشروعات الكهربائية التي تم تنفيذها في العالم خلال السنوات الأخيرة، حيث يعد أكبر محطة للطاقة الشمسية فى العالم، بقدرة 1465.
تم إنشاءه بالشراكة مع القطاع الخاص وخبرات دولية، ليطلق عليه لقب عاصمة العالم للطاقة الشمسية.
فاز مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية “بجائزة التميز الحكومي العربي في دورتها الأولى (2019 – 2020) فئة أفضل مشروع حكومي عربي لتطوير البنية التحتية على المستوى العربي.
سبق مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية الفوز بجائزتين عالميتين هما جائزة Global Award لعام 2017 وجائزة البنك الدولي لعام 2018 كأفضل مشروع بالعالم.
يعد مجمع بنبان للطاقة الشمسية أحد أهم مشاريع البنية التحتية في مصر لتوليد الطاقة من خلال إدارة الاستثمار الأجنبي.
ويعتبر أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في إفريقيا والشرق الأوسط بقدرة 1456 ميجاوات.
ساهم المشروع في توفير 11720 فرصة عمل مباشرة، و23440 غير مباشرة في فترة التنفيذ، و6000 بعد التشغيل.
وتم تخصيص 10% من أرباح الشركات المشاركة للمسئولية المجتمعية.
ساهم المشروع في تفادي 2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز وجذب الاستثمارات الأجنبية في المنطقة وإصدار قوانين داعمة للاستثمار.
كما كان للمشروع تأثير تنموي ومجتمعي في المنطقة من خلال تحويل المدرسة الثانوية للصناعة إلى مدرسة للطاقة الشمسية، بعد الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم، لتنفيذ مقترح محافظ أسوان لتحويل المدرسة الثانوية الصناعية ببنبان إلى مدرسة للطاقة الشمسية، لتضم كافة حرف الطاقة الشمسية من بدايتها وحتى محطات توليد الكهرباء بجميع جوانبها.
مشروع الطاقة الشمسية في بنبان هو مشروع قومي ويعتبر نواة جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية في مصر من الشمس، ويدعم الشبكة القومية.
وقع الاختيار على امتداد قرية بنبان بالطريق الصحراوي الغربي لمحافظة أسوان، بناءً على دراسات وتقارير وكالة ناسا الفضائية وبعض المؤسسات العلمية العالمية التي أكدت أن موقع المشروع واحد من أكثر المناطق سطوعاً للشمس في العالم.
بلغت تكلفة المشروع الاستثمارية نحو 3,4 مليار يورو، وهو ما يقدر بنحو 40 مليار جنيه مصري، ومقام على مساحة قدرها 37 كم2 على 8843 فدانًا.
يضم المشروع 4 محطات رئيسية لنقل الكهرباء، كما يضم المشروع 40 محطة شمسية فرعية ويستهدف المشروع إنتاج 2000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية، وهو ما يعادل تقريبًا 90٪ من الطاقة المنتجة من السد العالي، لدعم الشبكة القومية الموحدة للكهرباء.
وتبلغ حجم الألواح الشمسية المستخدمة في المحطة نحو 200 ألف لوحة شمسية تنتج 50 ميجاوات من الطاقة النظيفة، التي تتمكن من إنارة 70 ألف منزل.
شارك فى المشروع 40 شركة متخصصة فى إنتاج الطاقة طبقاً للمواصفات العالمية، منها 10 شركات عالمية وعربية، إلى جانب عدد كبير من الشركات المصرية العاملة في قطاعي البناء والطاقة، بواسطة هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة من إجمالى 200 شركة تقدمت لتنفيذ هذا المشروع الضخم.
تم البدء في تنفيذه عام 2015، وفقاً للقرار الجمهوري رقم 274 لسنة 2014، وهو يقوم على الشراكة مع نحو 40 شركة متخصصة في إنتاج الطاقة وفقاً للمعايير الدولية من بينها «أكسيونا» الإسبانية و«ألكازار إنيرجي» الإماراتية و«إينيري» الإيطالية و«توتال» الفرنسية و«شينت» الصينية و«سكاتيك» النرويجية.
حصل مجمع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان على عدد كبير من الإشادات الدولية أبرزها إشارة “بيرني ساندرز” عضو مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن “مصر تبني أكبر محطة طاقة شمسية في العالم، وهو ما يعد ثورة تكنولوجية يحتذى بها في تحقيق نمو اقتصادي يضمن للأجيال القادمة حقها.
تم إنشاء 4 محطات محولات لربط محطات التوليد بالشبكة الموحدة حيث يصل إجمالي أطوال كابلات ربط محطات التوليد بمحطات المحولات إلى 1000 كم.
مشروع مادس ببرج العرب
لم تكتفي مصر بهذه المشروعات للطاقة المتجددة بل أقامت الدولة مشروعات ضخمة للطاقة الشمسية من بينها مشروع مادس ببرج العرب.
ويعد مشروع مادس هو المشروع الأضخم تكنولوجيا فى مصر والوطن العربي، حيث تقوم المحطة بتوليد 5 ميجا وات طاقة حرارية، و1 ميجا وات من الطاقة الكهربائية، و250 متر مكعب مياه محلاة من المياه المالحة يوميا من خلال أحدث التطبيقات التكنولوجية في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة لخدمة الدول العربية والقارة الإفريقية، وتوطين التكنولوجيا المتقدمة للمركزات الشمسية في مصر.
بدأ تنفيذ مشروع مادس منذ عام 2017 وهو بتمويل من الاتحاد الأوروبي بشراكة مع مصر بتكلفة 22 مليون يورو، ويقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل جزء ومصر بالجزء الآخر.
المشروعات والطاقة الشمسية
وفي الآونة الأخيرة استخدمت الطاقة الشمسية في العديد من المشروعات منها: مكتبة الإسكندرية، وكارفور وغيرها.
ومن أهم استخدامات الدولة للطاقة الشمسية كانت الـ smartcarts، حيث تقوم الدولة بتسليم الباعة على كورنيش الإسكندرية عربات صغيرة مزودة بألواح شمسية من الأعلى وبطارية لـ تخزين الطاقة لاستخدامها في الليل، فتوفر لهم الإنارة والكهرباء ،ويرى أصحاب هذه العربات أنها توفر لهم الكثير من الأموال عما سينفقونه إذا استخدموا الكهرباء التقليدية.