أهتمت الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالسعي نحو تحقيق الامن الغذائي الكامل للمواطن وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، هذا الي جانب اهتمام الدولة بالذكاء الاصطناعي للتغلب علي المشكلات وقد بدي اهتمام القيادة السياسية في هذا الملف بدعم طلبة كلية الذكاء الاصطناعي بكفر الشيخ من خلال زيارتهم مع إصدار توجيهات بضرورة الاستعانة بهم في بناء المدن الحديثة الذكية وايضًا تطبيق الافكار التي يدرسها الطلبة.
ويأتي الذكاء الاصطناعي في مقدمة الوسائل التي اعتمدت عليها بلدان العالم المتقدم لتحقيق الامن الغذائي وتقليل الهدر في الطعام، ونموذج ذلك اليابان والتي نستعرض تجربتها في السطور التالية مع الذكاء الاصطناعي وكيف ساعدها في تقليل كميات الهدر في الطعام؟
اليابان نموذج
مع وجود أعلى نسبة نفايات غذائية للفرد في آسيا، سنت الحكومة اليابانية قانونًا جديدًا لخفض هذه التكاليف إلى النصف من مستويات 2000 بحلول عام 2030، مما دفع الشركات لإيجاد حلول، فعلي سبيل المثال بدأت سلسلة المتاجر الصغيرة Lawson Inc في استخدام الذكاء الاصطناعي من شركة DataRobot الأمريكية، والتي تقدر كمية المنتجات على الرفوف، من كرات أرز أونيغيري إلى شطائر البيض والتونة، التي قد لا تُباع أو لا تلبي الطلب.
وتهدف Lawson إلى خفض المخزون الزائد بنسبة 30٪ في الأماكن التي تم طرحها فيها، وتريد خفض نفايات الطعام إلى النصف في جميع متاجرها في عام 2030 مقارنة بعام 2018، حيث يعتبر التخلص من نفايات الطعام أكبر تكلفة يتحملها أصحاب امتياز لوسون بعد تكاليف العمالة.
فيما تقوم شركة Suntory Beverage & Food Ltd بتصنيع المشروبات بتجربة تقنية ذكاء اصطناعي أخري من Fujitsu Ltd لمحاولة تحديد ما إذا كانت سلع مثل زجاجات الشاي الصيني الأسود والمياه المعدنية قد تعرضت للتلف أثناء الشحن، وحتى الآن، كان هذا مسعى بشريًا يستغرق وقتًا طويلاً، ومع الذكاء الاصطناعي الجديد، تأمل شركة Suntory في قياس ما إذا كان الصندوق التالف كذلك، أو عندما تكون المحتويات نفسها قد تعرضت للتلف وتحتاج إلى إعادتها.
وتهدف Suntory إلى تقليل عودة البضائع بنسبة 30-50% وخفض تكلفة نفايات الطعام وتطوير نظام قياسي مشترك يمكن أن يشاركه صانعو الأغذية وشركات الشحن الأخرى.
أهداف التنمية المستدامة
وأطلق Tatsuya Sekito شركة Kuradashi، وهي شركة للتجارة الإلكترونية تتعامل في الأطعمة غير المباعة بسعر مخفض، في عام 2014 بعد رؤية كميات هائلة من النفايات من معالجات الطعام أثناء العمل لصالح شركة تجارية يابانية في الصين، حيث يزدهر العمل عبر الإنترنت الآن ويرجع ذلك جزئيًا إلى قفزة في الطلب على الأطعمة غير المباعة منخفضة السعر حيث أصبح المستهلكون أكثر وعياً بالتكلفة وسط جائحة COVID-19.
وقال سيكيتو لرويترز “زادت المبيعات 2.5 مرة العام الماضي مقارنة بالعام السابق بينما تضاعفت كمية نفايات الطعام منذ أن قطع فيروس كورونا سلسلة الإمدادات الغذائية“.
كما انضم آخرون إلى شركات الأغذية في تطوير منصة تكنولوجية جديدة للحد من هدر الطعام كجزء من الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، كما تستخدم شركة NEC Corp الذكاء الاصطناعي الذي لا يمكنه فقط تحليل البيانات مثل الطقس والتقويم واتجاهات العملاء في تقدير الطلب ولكن أيضًا إعطاء الأسباب الكامنة وراء تحليلها.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة الاغذية
هناك تطبيقات يمكن الاستعانة بها في قطاع الصناعات الغذائية والتي تساهم في تحقيق امان غذائي كامل للمواطن ونذكرها علي النحو التالي :-
اولاً: فرز المنتجات
من خلال عمليات الفرز المعتمدة علي الليزر يمكن فهرسة الطعام وفرز الاغذية ذات الجودة العالية عن الاخري وهو ما يؤدي معه الي تقليص الاعتماد علي العنصر البشري الذي يستغرق وقت اطول.
ثانيًا: إدارة سلسلة التوريد بكفاءة
واحد من اهم الخطوات والتي تساعد علي مراقبة المنتج بكفاءة واختباره في كل خطوة من خطوات الانتاج وتتبع المنتج من المزرعة حتي وصولة الي المستهلك في المتجر.
ثالثًا: الامتثال لسلامة الغذاء
يعني استخدام كاميرات لمتابعة العاملين للتأكد من امتثالهم لكل عوامل الامان والنظافة.
رابعًا: تنظيف معدات تجهيز الطعام
خامسًا: توقع تفضيلات المستهلك
سادسًا: تطوير منتجات جديدة