تكلفة تصنيع السكر في مصر أقل من الخارج ولكن تكلفة الزراعة أعلي.
نحتاج الي نظام لتجارة السكر في مصر.
صناعة السكر موجودة منذ أيام محمد علي باشا ومتفائل بمشروع مستقبل مصر.
نقدم كل صور الدعم للمزارع ومتوسط إنتاجية الأرض الصفراء من بنجر السكر 32 طن للفدان.
لو ضمنا 40 الف نباته في الفدان سوف نضمن 30 طن للفدان.
مطالب العمال اولوية والعامل الماهر أهم حلقة في عملية الانتاج.
بدأنا تجارب بنجر السكر في الأربعينات وانشأنا أول مصنع لبنجر السكر في 1980.
لدينا تحديات في صناعة السكر أبرزها ارتفاع سعر الخامات.
الأزمة الروسية الاوكرانية لن تؤثر علي الصناعة.
صناعة السكر في مصر لها تاريخ طويل يعود لعهد محمد علي باشا حيث يعود انشاء أول مصنع سكر في مصر ف عام 1818 في قرية الريمون ملوي محافظة المنيا، وقد تطورت الصناعة مع مرور السنوات وكان لتلك الصناعة رموز وطنية عملت علي تطويرها لعمل نقلة نوعية من شأنها تحقيق الاكتفاء الذاتي لواحدة من السلع الاستراتيجية، ويأتي المهندس حسن كامل العضو المنتدب لشركة النوبارية للسكر ضمن قائمة الشرف التي ضمت اسماء لامعة عملت علي تطوير الصناعة.
كان لنا مع سيادته هذا الحوار الذي تطرق الي الخلفية التاريخية حول صناعة السكر واليات تطوير الصناعة والتحديات والفرص المتاحة بالمستقبل القريب لتحقيق الاكتفاء الذاتي.. والي نص الحوار،،
بداية، نريد أن نعرف من سيادتك كيف بدأت الصناعة ومراحل التطور التي مرت بها؟
صناعه السكر في مصر متواجدة منذ ايام محمد علي باشا حيث كان هناك مصانع بدائية صغيرة من البدرشين حتى جنوب الصعيد لإنتاج قصب السكر وبالتحديد في مدينة ارمنت بمحافظة الاقصر وتم جمع عدد كبير من المصانع الصغيرة في مصنع واحد بطاقة استيعابية كبيرة وبدء التشغيل عام 1869 مع افتتاح قناة السويس وكانت اول بداية تصنيع مجمعة في مصر.
بدء لاحقًا انشاء المصانع الاخري، فتم انشاء مصنع “ابو قرقاص” في مدينة ابو قرقاص بالمنيا، كذلك مصنع نجع حمادي في نجع حمادي وانشأ مصنع التكرير في الحوامدية حيث كان السكر المصري في ذلك الوقت يتم ارساله الي مدينة “مارسيليا” بغرض التكرير، ثم انشاء مصنع “كوم امبو” وذلك قبل ثورة 1952، وحتي نستفيد من المولاس تم انشاء مصنع التقطير بالحوامدية وبعد ثورة 23 يوليو اضيفت مصانع جديدة حيث اضيف مصنع “أدفو” وكان بغرض إنتاج السكر ثم ألحق به مصنع لعمل “لب الورق” من مصاصة القصب وذلك سنه 1963 ثم انشا مصنعين في “قوص” و”دشنا” وذلك عام 67، ورؤي وقتها ان يتم تجهيزهم تباعًا حيث استكمل مصنع قوص في 67 وافتتحه الدكتور عزيز صدقي رحمه الله، ثم في 76 استكمل مصنع دشنا واخر مصنع تم انشاؤه للسكر من القصب كان في جرجا سنه 1984، ثم اضيف الي مصنع كوم امبو اضيف وحده لتصنيع الخشب الحبيبي من مصاصة القصب.
وماذا عن بنجر السكر؟
كان لدينا تجارب في الاربعينات علي صناعة البنجر لمعرفة هل نستطيع الاستفادة منه ام لا؟، ولم يتم التفكير جديًا في اقامة صناعه لانتاج السكر من البنجر في مصر إلا في اواخر السبعينات وحتى ينسب الفضل لأهلة كان المهندس اسماعيل بليغ صبري رئيس شركة السكر وهو الذي بذل مجهود كبير ودخل زراعة البنجر في مصر حتى تكون مادة خام لصناعة السكر وبدأ اول مصنع لانتاج السكر في مصر من البنجر عام 1980 بواسطة شركة الدلتا للسكر في الحامول بكفر الشيخ، واستمر الوضع بمصنع الدلتا في الحامول لمطلع التسعينات حتى انتشرت في مصر وقتها ثقافة زراعة بنجر السكر وكان الضغط كبير علي المصنع وقتها لوجود رغبة من المزارعين في توريد البنجر لشركة الدلتا، وحينها تم التفكير في اقامة شركة اخري فتم انشاء شركة الدقهلية للسكر واقيم مصنع لصناعة السكر من البنجر في بلقاص بمحافظة الدقهلية سنه 1996.
حدثنا عن التحديات التي تواجه صناعة السكر في مصر ومتي نصل الي الاكتفاء الذاتي؟
التحديات تتمثل في تكلفة الزراعة في مصر والتي هي اعلي من الخارج، وحينما نقارن الامر بالأسعار العالمية سوف نجد فارق كبير والسبب لأن المساحة لدينا محدودة والملكيات كذلك محدودة والزراعة بصفة عامة لدينا مكلفة سواء قصب أو بنجر، خاصة وان 90% من دول العالم المصنعة للقصب الاراضي لديهم تروي بالمطر ولا يوجد مجهود من المزارع في الري والملكيات عند الناس كبيرة ودخل المزارع كبير ويحدد سعر القصب في تلك الدول بناء علي سعر السكر، كذلك يأتي المطر بأجود العناصر الغذائية الموجودة بالجو بما يفيد عملية الزراعة وليس بالطريقة المتبعة لدينا والتي تعتمد علي الري التقليدي الذي يؤدي معه الي ظهور الحشائش.
وبالنظر الي معادلة صناعة السكر لدينا والمكونة من اربع اطراف وهم “المزارع والمنتج والتاجر والمستهلك” يمكن ان نقول بأننا في حاجة الي نظام لتجارة السكر في مصر، ويمكن علي سبيل المثال قيام الشركات بحساب تكلفة المادة الخام والتصنيع ويتم مراجعة هذه التكلفة من الاجهزة المعنية وبعد ان يتم الاتفاق علي التكلفة يتم اضافة 10% هامش ربح حتى تستطيع الشركات تطوير نفسها وتستمر، ثم نعود للسكر المستورد ونقارن السعر اذا ما كان السكر المستورد اقل في السعر يتم اضافة رسم ايًا كان وتحت اي مسمي حتى يتعادل المحلي مع المستورد وتعود تلك الرسوم للدولة حتى لا يكون لدينا مخزون وهذا الاجراء يضمن ثبات واستقرار الاسعار فترة زمنية طويلة ومن ثم تجد سعر السعر في اسوان نفس سعرة في الاسكندرية وفي اي مكان بالعالم.
وماذا عن تكلفة التصنيع بالنسبة الي مصر؟
في مصر لدينا اقل تكلفة علي مستوي العالم في عملية التصنيع ونحن اقل 40% في التصنيع عن اي بلد اخر لكن للأسف الزراعة لدينا اعلي من الخارج وذلك للعوامل التي سبق وذكرناها بالأعلي، ومن ثم يجب ان يوجه الدعم الاساسي للزراعة وليس التصنيع، ولا يمكن تجاهل تحديات قطع غيار الماكينات ضمن تحديات الصناعة.
ومتي نصل الي الاكتفاء الذاتي؟
مشروع مستقبل مصر انا متفائل به الي حدود بعيدة، وهو مدخل الاجابة علي تساؤل تحقيق الاكتفاء الذاتي، والارقام والحقائق المسجلة تقول ان اراضي مشروع مستقبل مصر سوف تضمن انتاجية 32 طن للفدان عكس اراضي الدلتا والتي متوسط انتاجية الفدان الواحد حوالي 19 طن، ومشكلة الاراضي القديمة تفتت المساحات بسبب الميراث والملكيات الصغيرة لكن الاراضي الجديدة تزرع بمساحات كبيرة وميزة تلك الزراعة أنها تتم بالطريقة الاليه.
ولو ضمنا 40 الف نباته في الفدان هنضمن 30 طن للفدان، ولدينا فرصة في الزيادة الرأسية لفدان البنجر.
هل تقدم الشركة دعم لمزارعي البنجر؟
كل الشركات تقوم بتقديم الدعم للمزارع فهو شريك اصيل في عملية التصنيع، وبالنسبة لنا نقوم بتقديم البذور مجانًا للعروة المبكرة كذلك نقدم رشة مجانية مقاومة لأي اصابة ورشة مغذيات ونقدم كذلك علاوة تبكير غير السعر الاساسي حوالي 150 جنيه لكل طن.
بالنسبة للأزمة الروسية الاوكرانية، هل تؤثر علي صناعة السكر؟
الازمة الروسية لا تؤثر علي الصناعة نهائيًا لان صناعة السكر لا تستورد اي خامات من دولتي النزاع سواء بذور او مستلزمات انتاج.
وماذا عن دعم العامل؟
مطالب العامل أولوية، وفي عهد المهندس محمد عبدالعال رحمه الله تم الاتفاق بين السكر والصناعات التكاملية وجامعة اسيوط وتم عمل معهد تكنولوجيا صناعه السكر والان اصبحت كلية تكنولوجيا صناعه السكر والصناعات التكاملية ويدرس بها كل المواد الخاصة بصناعة السكر، ولدي شركة السكر والصناعات التكاملية 3 مراكز للتدريب بالحوامدية وجرجا وقوص وكانت لتفريخ العمالة الفنية، والعامل بالنسبالي اهم عنصر في عملية الانتاج.