واصلت العملة الرقمية «بيتكوين» لمستويات قياسية جديدة، حيث ارتفعت صباح اليوم الأربعاء، لتقفز خلال تعاملات اليوم بـ22% وتصل إلى 46829 دولار خلال التعاملات الصباحية، وكان بداية الارتفاع الكبير أمس بعد إعلان شركة «تسلا» إنها استثمرت 1.5 مليار دولار وستبدأ في قبول العملة المشفرة كطريقة للدفع.
أسس هذه العملة ساتوشي ناكاموتو، الذي برز اسمه للمرة الأولى بعد الإعلان عن فكرة بتكوين عام 2009، ثم اختفى صاحب هذا الاسم من ساحة تطوير عملة بيتكوين بشكل سريع عام 2010، بعد أن سلّم جميع مهامه المتعلقة بتطوير العملة وموقع الإنترنت الرئيس الخاص بها إلى أنشط المتطوعين في مجتمع بيتكوين.
إلى جانب الحسابات الاقتصادية المعقدة التي تجرى في أروقة كبرى الشركات العالمية، هناك نشاط متزايد وحركة دؤوبة تضج بها مجموعات متخصصة في تجارة العملات الرقمية على موقع فيسبوك في مصر والمنطقة العربية.
واشتهرت في هذا المجال 4 مجموعات موثوقة لدى من يتعاملون في تجارة العملات الرقمية، وعلى رأسها “البتكوين”، هي: “ملتقى بتكوين العرب”، ويتجاوز عدد أعضائه 47 ألف عضوا، و”ملتقى العملات الرقمية”، وعدد المشتركين به جاوز الـ40 ألف عضو.
إضافة إلى مجموعة (Arab Bitcoin Trader) التي يبلغ عدد مشتركيها حوالي 21 ألف مشترك، فيما لم يزد عدد المشتركين في مجموعة “بتكوين بالعربي” عن 3 آلاف مشترك.
وتشترك هذه المجموعات في وضع قواعد تعامل صارمة، تضمن بها الحد من حدوث مشكلات أو أي عمليات احتيال، من بينها طلب الوساطة من خلال إدارة المجموعة، وعدم التعامل بحسابات مزيفة، أو أسماء مستعارة.
كما تمنع إدارات هذه المجموعات نشر أي اتهامات تدخل في إطار التشهير، وتحث أعضاءها على اللجوء إلى الإدارة في حال حدث خلاف بين أي من الأعضاء، وتحذر أيضا من الاستهزاء بعروض الأعضاء إذا كانت قيمتها قليلة.
وتسهم هذه القواعد في توفير بيئة آمنة للمستثمرين، وجعل عمليات التداول أكثر مصداقية، خاصة للمستثمرين الجدد، بحسب ما قال احد المستثمرين المصريين في هذا المجال، وهو أحد المستثمرين في مجال العملات الرقمية في مصر.
ويضيف احمد زكريا في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الاستثمار في مجال العملات الرقمية يعد “أمرا واعدا، خاصة لمن بدأ الخوض في هذه الطريق مبكرا”، مشيرا إلى أنه باع سيارته وبعض الممتلكات حتى يتمكن من دخول هذا المجال عام 2016.
ويوضح المستثمر المصري آلية تعامل المستثمرين من خلال مجموعات فيسبوك، التي تكون في الأساس عبر وسيط موثوق لدى إدارة مجموعات فيسبوك.
وبعد تحديد الأسعار، يتم في الأغلب تحديد موعد لقاء بين المستثمر والوسيط، ويحدث هذا في البدايات فقط، لكن بعد بناء ثقة بين الطرفين، تتم تحويلات النقود دون حاجة إلى أية مقابلات.
ويشرح زكريا طريقة التعاملات المالية بين الوسيط والمستثمر، حيث يتم تحويل العملة الرقمية من خلال المنصات المخصصة لها إلى حساب الوسيط على نفس المنصة، ثم يحول الوسيط المقابل بالجنيه المصري على أحد الحسابات البنكية، أو يقوم بتسليم المبلغ نقديا حسب الاتفاق بين الطرفين.
وفي ظل عدم وجود قواعد قانونية تنظم آلية تداول العملات الرقمية، يلفت زكريا إلى أن أي تعاملات في مصر تتم على العملات الرقمية مقابل الدولار الأميركي، تُعرض أفراد هذه العملية للملاحقة الأمنية، حيث تتغاضى السلطات فقط عن التعامل بالجنيه المصري
ويمكن فهم العملات الرقمية وآلية عملها، بفهم طبيعة عملة البتكوين، التي يعرفها الموقع الإلكتروني الخاص بها بأنها “شبكة جامعة توفر نظام جديد للدفع، ونقود إلكترونية بشكل كامل، تتم إدارتها بالكامل من قبل مستخدميها دون أي سلطة مركزية أو وسطاء“.
جدير بالذكر، أقر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قانون البنك المركزي الجديد، الذي ينص في المادة (206) منه على حظر إنشاء أو تشغيل منصات لإصدار أو تداول العملات المشفرة أو النقود الرقمية، أو الترويج لها دون الحصول على ترخيص من مجلس إدارة البنك المركزي المصري، وفقا للقواعد والإجراءات التي يحددها.