عند الحديث عن التدريب النقابي أو التثقيف النقابي وهو التعبير الأكثر انسجاما ودقة في هذا المجال والأكثر ارتباطا بدور النقابات العمالية ومهماتها الرئيسية يجب التفريق بين التدريب المهني والمتعلق بزيادة الكفاءة المهنية والوظيفية للعامل أو العاملة وبين التثقيف النقابي بعلاقته الوطيدة بالمهمات النقابية وطبيعة التنظيم النقابي ودوره وآليات عمله، ولعل المصطلح الاخير والمرتبط بالتثقيف النقابي والذي تحدث عنه وزير القوي العاملة محمد سعفان علي هامش المشاركة في مؤتمر منظمة العمل الدولية، والنائب خالد عيش عضو مجلس الشيوخ ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية حيث دعي الي انشاء اكاديمية للتثقيف النقابي لتعريف الاعضاء الراغبين في الالتحاق باللجان النقابية الدور المنوط بهم وذلك لخدمة العامل بنهاية المطاف وحتى تكون العلاقة القائمة بين اللجنة النقابية بالشركة وبين مجلس الإدارة قائمة علي التعاون لما فيه مصلحة العامل والشركة، ولضمان تفعيل دور الاكاديمية وضح “عيش” صاحب الفكرة بأن الالتحاق بالأكاديمية سيكون ضمن مصوغات الترشح لانتخابات اللجان النقابية بما يضمن تخريج اجيال لديها قدر كبير من المعرفة بطبيعة العمل النقابي.
بطبيعة الحال ورغم ان التدريب المهني هو مهمة رئيسية لأصحاب العمل إلا أن النقابات وخاصة في الدول الصناعية والمتقدمة لها دور أساسي في المشاركة فيه ومتابعته والإشراف على مؤسساته الهامة ووضع برامجه المختلفة، في الوقت الذي يعلم الجميع فيه بأن التثقيف النقابي موجه إلى النقابيين بشكل خاص وإلى العمال بشكل عام من أجل تشجيعهم على الانتساب للنقابات العمالية هذا الي جانب اهداف أخري ويمكن أضافة “زيادة الوعي” بقضايا الوطن وحروب الشائعات التي نتعرض لها ضمن أهداف التثقيف النقابي عبر دورات تثقيفية تولت بعض النقابات العامة رعايتها للأعضاء المنتسبين اليها.
تعتبر النقابات العامة واللجان النقابية هي القاعدة الرئيسية في عملية التثقيف النقابي وعمليا فإن هذا التثقيف النقابي يمكن أن يتحقق بشكل تلقائي من خلال النشاط اليومي للنقابة أو من خلال برامج تثقيفية تنظمها النقابة من أجل زيادة وعي وثقافة منتسبيها أو العمال بشكل عام وهو الحال مع بعض النقابات التي نظمت دورات تثقيفية للتعريف بدور العمال في بناء الجمهورية الجديدة.
الخلاصة، حديث “التثقيف النقابي وزيادة الوعي” هو جزء من معركة الوعي التي هي “معركة الوطن” التي على المجتمع بأسره خوضها فعلى الرغم مما حققته الدولة المصرية من إنجازات هائلة وملموسة سواء على صعيد الأمن الداخلي وفرض سيادة القانون، أو على صعيد الجاهزية العسكرية بإعادة بناء جيش هو الأقوى إقليميًا، أو على صعيد التنمية الاقتصادية وتوفير حياة كريمة للمواطنين إلا أن الرئيس كان حريص علي المناداة بضرورة التثقيف والتعريف بقضايا الوطن.