إشغل قلبك بالله ولا تنسي، أن تقضي حوائج الناس.
قلب الانسان له بابان: باب مفتوح علي الخلق وباب مفتوح علي الحق سبحانه وتعالي فالإنسان قد يغلق باب الرحمن فتري قلبة قاسيا وتجده مشتغلا بالدنيا فقط وقد نسي الأخرة فقد جعل همه الدنيا ولا شيء غيرها وهذا هو الصنف الأول من الناس وصنف أخر تراه قد اغلق باب الخلق وباب الحق وهذا أقرب إلي المجانين، فهو صنف من الناس قد اختل عقله فلا دنيا يحصلها ولا أخرة يطلبها.
والصنف الثالث تراه اغلق باب الخلق وفتح باب الحق فتراه اعتزل الدنيا وجعل همه الأخرة وارضاء الحق فهو ما يطلق عليه الناس بالمجذوب فتراه طيب القلب لا يحسن اشغال الدنيا ولا عمارتها فلم ينفع إلا نفسه.
وأما الصنف الرابع فهو الذي فتح باب الحق وفتح باب الخلق وهو الذي اشتغل بالدنيا وقضاء حوائج واشتغل بعماره الدنيا ونفع العباد ولم ينسي الأخرة ومرضاة الله وكلما توغل في الدنيا زاد تعلقه بالله.
وهذا الصنف الأخير هو الصنف الرابح الذي نطلبه لبلادنا وهو الصنف الذي يريده الله.