في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة العمل عن بُعد، وأصبحت مقبولة على نطاق واسع، وأضحت تعتمده الكثير من الشركات. لا شك أنّ الموظفين عن بعد يتمتعون بامتيازات لا يتمتع بها الموظفون العاديون، لكنهم يواجهون تحديات خاصة، مثل الفصل بين الحياة الشخصية والمهنية لمن كان يعمل من المنزل، وكيفية التعامل مع عوامل التشتيت، هذه التحديات يمكن أن تحبط مسارك كموظف عن بعد إن لم تستعد لها.
إذا كنت تخطط لأن تصبح موظفا عن بعد، أو إن كنت كذلك بالفعل، ولكنك تجد صعوبة في التأقلم، أو أنّ إنتاجيتك ليست كما تأمل، فإليك 10 نصائح لمساعدتك على النجاح كموظف عن بعد.
1- خطط ليومك
خطط ليومك كل صباح، وخطط لكل ما ستفعله في يومك، وتأكد من إنجاز ما خططت له. أعدّ قائمة بالمهام التي عليك إتمامها، وجدوِل يومك بناء على ذلك. هذا سيساعدك على تنظيم وقتك، وتحسين إنتاجيتك، فأحد أكبر المشاكل التي ستواجهك كموظف عن بعد هي مسألة الحافز، فأنت تعمل لوحدك، وليس هناك رئيس يأمرك ويراقبك، ولا زميل يعينك، لذلك قد تفقد الحافز في العمل، وهذا قد يُضعف إنتاجيتك كثيرًا.
2- افصل حياتك المهنية عن حياتك الشخصية
صدق أو لا تصدق، أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الموظفون عن بعد هو العمل أكثر من اللازم. ذلك أنّ الموظف عن بعد ليس مضطرا للخروج من منزله والانتقال إلى مقر العمل، وهو ما قد يجعله يدمن العمل وينسى أنّ له حياة شخصية. أو قد يحدث العكس، قد يمضي الموظف عن بعد معظم وقته مع عائلته، أو ينشغل بالواجبات المنزلية، ولا يخصص الوقت الكافي لواجباته المهنية.
لهذا السبب من الضروري أن تضع حدودًا بين حياتك العملية وحياتك الشخصية، وأن تخصص مكانًا للعمل فقط، وأن تحدد الجدول الزمني للعمل، وأن تحترمه.
3- قسّم يومك
رغم أنّ العمل عن بُعد يوفر الكثير من المرونة، بيد أنّه ما يزال يتعين عليك الالتزام بجدول زمني محدد. ذلك أنك إن لم تحدد جدولًا زمنيا للعمل، فستجد نفسك إما تعمل طوال اليوم، أو تؤجل عملك باستمرار، ولا تعمل إلا قليلًا.
يتمتع الموظفون عن بعد بحرية أكبر من نظرائهم العاديين، لكنّ هذه الحرية ذاتها قد تكون عقبة أمامهم، وتغريهم أن يفعلوا أيّ شيء ما عدا العمل. ربما تعمل على كتابة مقال ما، وقد تقول إنّ أمامي تسع ساعات من اليوم، لذلك سأشاهد بعض الحلقات من مسلسلي المفضل، أو أشاهد مباراة كرة القدم، أو ألعب قليلا، ثم أنهي العمل لاحقًا. ويمضي اليوم لتجد نفسك لم تكتب مقالتك وتتحول حريتك إلى عبء وتوتر.
4- أعدّ بيئة العمل المناسبة
أعدّ مكانًا في منزلك مخصصًا للعمل. ويفضل أن يكون له باب حتى تغلقه إن خشيت على بياناتك أو معداتك، أو لإسكات الضوضاء وتجنب المقاطعة. كما يفضل أن تتجنب المطبخ أو الصالة أو أي مكان يمكن أن تُقاطَع فيه.
5- أنجز أعمالك في الصباح
تُظهر الدراسات أنّ الأشخاص الأكثر نجاحًا وإنتاجية يعملون صباحًا، ويستيقظون باكرًا. حاول أن تنهي عملك، أو جزءًا كبيرًا منه قبل الغداء. الاستيقاظ الباكر لن يجعلك أكثر إنتاجية ويساعدك على تنظيم وقتك وحسب، بل سيجعلك أكثر سعادة بحسب بعض الدراسات3.
6- أبق قنوات الاتصال مفتوحة
التواصل هو التحدي الأكبر الذي يواجه الموظفين عن بعد، عندما تعمل من الشركة أو مقر العمل، فستعمل إلى جانب زملائك، وستلتقي برؤساءك باستمرار، وهذا يلطف الأجواء، ويعزز العلاقات، لكن عندما تعمل عن بعد، فالتواصل يصبح أصعب وأصعب.
7- تجنّب عوامل التشتيت وتضييع الوقت
تجنّب عوامل التشتيت، وركز في عملك، ولا تضيع وقتك، اضبط هاتفك على الوضع الصامت، أو أغلقه تمامًا عندما يتطلب عملك التركيز والانتباه، فالنظر المستمر في الهاتف دون سبب واضح سيفقدك تركيزك، ويضيع عليك الكثير من الوقت. تنطبق النصيحة نفسها على التحقق المستمر من فيسبوك وتويتر و LinkedIn وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، إلا إن كانت وظيفتك تتطلب ذلك.
8- روِّح عن نفسك
استمتع بالمرونة التي يتيحها لك العمل عن بعد، واعمل بالوتيرة التي تحب، لكن تذكر أن تُروِّح عن نفسك أثناء العمل، ولا تذر العمل يستنزف وقتك وطاقتك.
9- ركز على عمل واحد
تعدد المهام (multi-tasking) قد يكون محمودًا أحيانًا، لكنّ الحقيقة أنّ قلة من الناس يمكنهم القيام بذاك بشكل جيد. لأنّ تعدد المهام يمكن أن يكون مرهقًا جداً، ويُشتت تركيزك وجهدك.
10- اعمل على السحابة
اعمل على السحابة، فالمستندات المهمة ينبغي أن تُرفع إلى خدمات التخزين السحابي، مثل Dropbox أو Google Drive. بهذه الطريقة، يمكنك تسجيل الدخول من أي مكان، ومن أي جهاز، يمكنك أن تبدأ العمل من منزلك على حاسوبك المكتبي، ثم تواصل العمل من هاتفك من مكان آخر، ثم تعود لتكمل عملك على حاسوبك المنزلي.